اخبار عاجلة

الكويتيون في إيران بخير ويغادرون بسلاسة برّاً… عبر العراق


كتب ناصر المحيسن – الكويت في الثلاثاء 17 يونيو 2025 12:25 صباحاً – طمأن سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى البلاد محمد توتونجي، بأن المواطنين الكويتيين المتواجدين في إيران «متواجدون في أمان تام»، وأن عودتهم تجري بسلاسة عبر الحدود البرية، وذلك في إطار تنسيق مباشر بين الجهات المعنية في كل من الكويت والعراق.

وأعرب السفير توتونجي، خلال مؤتمر صحافي عقده، أمس، بمقر السفارة الإيرانية، عن تقدير بلاده للموقف الكويتي الرسمي الرافض للعدوان والداعي إلى الحلول السلمية، واصفاً إياه بأنه «يمثل ثبات الكويت على مبادئها الإنسانية والقانونية في أوقات الأزمات».

أدخنة تخرج من محطة الدوحة الشرقية

وشدّد على أن «إيران لم تكن البادئة بالعدوان»، واصفاً هجوم الاحتلال الإسرائيلي الأخير بأنه «عدوان غير مشروع، وانتهاك صارخ لسيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلامة أراضيها»، مؤكداً أن القصف طال مناطق سكنية في طهران وعدداً من المدن الأخرى، وأدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين، من بينهم نساء وأطفال، فضلاً عن اغتيال عدد من القادة والعلماء والأكاديميين.

انتهاك فاضح

وأكد السفير توتونجي، أن الاعتداء استهدف منشآت نووية تخضع لإشراف ورقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما يعرّض المنطقة لخطر إشعاعي جسيم، ويُشكّل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي، وتهديداً مباشراً للسلم والأمن الدوليين.

ولفت إلى أن «الهجوم تزامن مع مسارات دبلوماسية مفتوحة، مما يثبت أن الهدف لم يكن منع خطر محتمل، بل تقويض الحوار واستفزاز إيران».

وقال إن «حق الرد مكفول وفق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة»، مشدداً على أن الرد الإيراني سيكون «حازماً ومتزناً»، وأن قرار وقف الحرب لا تملكه إلا الدولة التي تتعرض للعدوان.

تهديد الاستقرار

وفي لهجة واضحة، حمّل السفير توتونجي «الاحتلال الإسرائيلي وداعميه، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، مسؤولية التصعيد»، مشدداً على أن «العدوان لم يكن ليقع لولا التنسيق والموافقة الأميركية»، داعياً المجتمع الدولي إلى «إدانة واضحة لهذه المغامرات التي تهدد استقرار العالم بأسره».

ووصف العدوان على بلاده، بأنه «جزء من نمط متكرر من السلوك الإسرائيلي غير القانوني»، موضحاً أن إسرائيل تسعى منذ عقود إلى تفكيك دول الجوار عبر الوسائل العسكرية والاقتصادية والاستخباراتية، مشدداً على أن «ما يحدث لا علاقة له بالملف النووي، بل بمحاولة إسقاط إيران كدولة، بعد محاولات مشابهة طالت العراق وسوريا ولبنان».

ودعا السفير الإيراني المجتمع الدولي، خصوصاً الدول الإسلامية والدول الأعضاء في الأمم المتحدة، إلى التحرك لوقف هذه الاعتداءات، محذراً من أن استمرار هذا النهج يهدّد السلام العالمي «بشكل غير مسبوق».

لا تراجع

وفي رده على سؤال بشأن الاستراتيجية الإيرانية في مواجهة التصعيد، شدّد توتونجي على أن «إيران لن تتراجع عن حقها في الدفاع عن النفس، ولن تقبل بأي محاولة للنيل من سيادتها»، مضيفًا أن «مَنْ يعتدي على أراضينا سيلقى الرد المناسب».

وأكد أن إيران لا تسعى لتوسيع رقعة الحرب، لكنها مستعدة لمواجهة أي تهديد يطول سيادتها الوطنية، مشدداً على أن «إيران لا تخشى المواجهة، لكنها لا تبادر بالعدوان»، معرباً عن تقديره للمواقف الداعمة لإيران من الشعوب والدول، مؤكدًا أن الشعب الإيراني لن ينسى من وقف إلى جانبه.

حُسن الجوار

وفي ما يتصل بالعلاقات الإقليمية، أكد التزام إيران بسياسة حُسن الجوار، خصوصاً مع دولة الكويت، مشيراً إلى أن «إيران لم تبدأ هذا الصراع، بل كانت تسلك الطريق الدبلوماسي في ملفها النووي، قبل أن يُفرض عليها العدوان»، ومشدداً على أن «الكيان الصهيوني ارتكب خطأً إستراتيجياً فادحاً باختياره مواجهة إيران، لقد اختاروا الدولة الخطأ، فاليوم يقف تسعون مليون إيراني صفاً واحداً في وجه هذا العدوان، ونحن لن ننسى مَنْ دعمنا في هذه اللحظة التاريخية».

وقال: «دأبنا دائماً على احترام وحدة أراضي الدول المجاورة، خصوصاً أمن وسيادة إخواننا وأخواتنا في دول الخليج، وسنواصل انتهاج سياسة حُسن الجوار وتعزيز العلاقات مع دول المنطقة، ومن بينها دولة الكويت الصديقة والشقيقة».

حق مشروع

وشدّد في الختام، على أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستواصل، بكل قوة، دفاعها المشروع عن مصالحها وأراضيها، ونحن، في ردّنا على هذا العدوان، نمارس حقّنا المشروع بكل اقتدار للدفاع عن أنفسنا، وما ننتظره، ومعنا المجتمع الدولي، هو إدانة واضحة وقوية للهجوم على المنشآت النووية، ومحاسبة الكيان الصهيوني على هذا الفعل الإجرامي، ولعلّ هذا هو آخر خط أحمر من خطوط القانون الدولي الذي تجاوزه هذا الكيان، وإذا ما بقي المجتمع الدولي غير مبالٍ، فإنّ عواقب ذلك ستطول بلا شك جميع الدول».

لا ننسى مواقف أصدقائنا

أكد السفير توتونجي أن «إيران، رغم كل التحديات، لن تنهار ولن تستسلم، وهي متمسكة بالدفاع عن القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية الأمة الإسلامية»، مشيراً إلى أن «الصراع اليوم ليس طائفياً أو عرقياً، بل هو صراع بين قوى التحرر والاستقلال من جهة، ومشروع الهيمنة الصهيوني المدعوم غربياً من جهة أخرى، وإنّ الشعب الإيراني، كما سيظلّ يذكر المعتدي، فإنه أيضاً لن ينسى مَنْ وقف إلى جانبه من الأصدقاء والداعمين».

الصهاينة لا يميزون بين سُنة وشيعة

قال السفير توتونجي إن «التضامن مع إيران واجب أخلاقي قبل أن يكون واجباً سياسياً»، مشيراً إلى أن «أميركا تريد حسم هيمنتها على المنطقة بأسرها، ولن تقبل بوجود دولة خارج السيطرة تُهدّد مطامعها».

وأضاف: «الصهاينة لا يميزون بين سُنة وشيعة، ولا بين عرب وفرس، بل هم يعادون أمة الإسلام الناهضة وكل الشعوب المتحررة والمستقلة، ولايجوز لإنسان حر وأبي أن يقف إلى جانب إسرائيل».



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى