السعة اللترية لسيارتك هل هي دليل كافٍ على قوتها؟

ابوظبي – ياسر ابراهيم – الخميس 12 يونيو 2025 10:20 صباحاً – تثير العلاقة بين السعة اللترية للمحرك (CC) والقدرة الحصانية (HP) تساؤلات شائعة بين عشاق السيارات، خاصة عند تقييم أداء المركبات المختلفة. وبينما يُعتقد غالبا أن المحركات ذات السعة الأكبر تولّد قدرة حصانية أعلى، تكشف الحقائق التقنية أن الأمر أكثر تعقيدا.
مفهوم السعة اللترية والقدرة الحصانية
السعة اللترية، تُقاس بالسنتيمتر المكعب وتمثل الحجم الذي تشغله المكابس داخل أسطوانات المحرك أثناء التشغيل، فيما تُعد القدرة الحصانية وحدة لقياس الطاقة وتشير إلى أقصى قوة يمكن أن ينتجها المحرك عند أقصى أداء له، وفقا لـ carfromjapan.
وفي حين ترتبط السعة اللترية بالكمية التي يمكن للمحرك استيعابها من خليط الهواء والوقود، تعبّر القدرة الحصانية عن الناتج الفعلي الذي يصل إلى العجلات، وهو ما ينعكس على سرعة السيارة وتسارعها.
علاقة غير مباشرة تحكمها التكنولوجيا
رغم أن هناك ارتباطا عاما بين السعة اللترية والقدرة الحصانية، إلا أن الخبراء يشيرون إلى أن العلاقة بينهما ليست خطية، بل تتداخل فيها عوامل تصميمية وهندسية معقدة.
فعلى سبيل المثال، قد يتمكن محرك بسعة 1800 سم³ مزود بتقنيات متطورة مثل الحقن المباشر ونسبة انضغاط عالية من توليد قدرة تزيد على 125 حصانا، في المقابل، قد يفشل محرك بسعة 2000 سم³ بتكنولوجيا تقليدية في تحقيق نفس الناتج.
عوامل التصميم تؤثر على الناتج
يعتمد الأداء الكلي للمحرك على عدة عوامل، منها عدد دورات المحرك في الدقيقة، وعدد الصمامات، وطريقة توقيت فتحها وإغلاقها، إلى جانب نسبة الهواء للوقود، ونظام سحب الهواء، وكفاءة الاحتراق.
كما أن أي تغيير في هذه العناصر، مثل زيادة قطر الأسطوانة أو وزن المكبس، قد يؤدي إلى تعديل كامل في أداء المحرك دون زيادة ملموسة في السعة اللترية أو القدرة الحصانية.
طرق تقديرية للتحويل بين CC وHP
ورغم تعقيد العلاقة، يلجأ البعض إلى تقديرات تقريبية لتحويل السعة اللترية إلى قدرة حصانية. من أبرز هذه الطرق:
تقسيم عدد CC على 15 أو 17 للحصول على مدى تقريبي للقدرة الحصانية، فعلى سبيل المثال، محرك بسعة 1800 سم³ قد يولد قدرة تتراوح بين 106 و120 حصانا.
استخدام قاعدة حسابية للمحركات الصغيرة رباعية الأشواط، حيث تشير التقديرات إلى أن كل 32.2 سم³ تولد نحو 1 حصان.
أسئلة شائعة
خبراء القطاع يؤكدون أن السعة اللترية الأكبر لا تعني دائما محركا أقوى، إذ تلعب كفاءة التصميم، ونوع الوقود، وطبيعة نظام الإدارة الإلكترونية دورا محوريا في تحديد الأداء.
وتوضح البيانات أن السيارات الهجينة، على سبيل المثال، تعتمد على محركات صغيرة مدعومة بمحركات كهربائية توفر عزما إضافيا، ما يسمح بتحقيق أداء مقارب لمحركات أكبر وأكثر استهلاكا للوقود.
أما في حالة بعض السيارات الأمريكية، فغالبا ما تُفضل التصميمات التي تولد عزم دوران أعلى عند سرعات منخفضة، وهو ما يفسّر امتلاكها لمحركات ذات سعة كبيرة ولكن بقدرة حصانية أقل من نظيراتها الأوروبية أو اليابانية الحديثة.
تُعد العلاقة بين السعة اللترية والقدرة الحصانية علاقة مرنة تتأثر بعدد من العوامل التقنية، وفي حين يمكن استخدام بعض الحسابات التقديرية لتقييم أداء المحرك، فإن الفهم العميق لتصميم المحرك ومكوناته يظل العامل الحاسم في تحديد القوة الحقيقية لأي سيارة.